السينما الآسيوية تقطف الجوائز وحضور متميز للفيلم المغربي
د.طاهر علوان
عضو لجنة التحكيم الدولية للمهرجان
اختتمت في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا اعمال المهرجان الدولي للسينما المستقلة في دورته الرابعة والثلاثين بمشاركة مايقرب من 100 فيلما من اكثر من 25 دولة .
رئيس المهرجان (مارسيل كراوس ) ، قال في كلمته الختامية : ان هذا اللقاء السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين شكل اضافة حقيقية في مسيرته من خلال جمع هذا الحشد الكبير من السينمائيين من مختلف بلدان العالم واتاحة الفرصة لهم للتعريف بمنجزهم لاسيما وان من سياسة المهرجان دعم وتشجيع المخرجين الذين يقدمون افلامهم للمرة لأولى كما انه في جانب آخر يعزز الخبرات والتجارب السينمائية ويفتح آفاقا للتعبير الحر من جهة تشجيع المهرجان للتجارب الجديدة .من جانبه اثنى مدير المهرجان روبير مالنيكرو على السينمائيين المشاركين وعد هذه الدورة من الدورات المتميزة من جهة تنوع الأفلام وتفاعل الجمهور والمستوى التقني والفني للأفلام المشارؤكة .
وقدم رئيس المهرجان لجنة التحكيم الدولية للجمهور وهي مكونة (بحسب الحروف الهجائية الأنجليزية ) من :
دان كيوكير (بلجيكا)- رئيس اللجنة د.طاهر علوان (العراق) لوك دانييل دوباير (بلجيكا) تونا كريمتشي (تركيا) اونج كو ( بورما)
احمد ماجد (المغرب) برليانتي مندوزا (الفلبين) ستيف مونتال (امريكا) دينس فنديفوكل (بلجيكا)
الفلبين تختتم المهرجان بفيلمين حديثين
خصص اليوم الأخير من عروض المهرجان للسينما الفليبينية التي ربما كان السواد الأعظم من جمهور السينما ليس على اطلاع على منجزها .الفيلم الأول وهو الفيلم الوثائقي الوحيد ضمن المسابقة كان فيلما للمخرجة الفلبينية الشابة ( جوانا ارونك ) والفيلم يعرض لجوانب من حياة العديد من الشخصيات التي جاءت للعيش في العاصمة الصينية بكين ولكل منهم اهدافه واراءه وتطلعاته وكل منهم ارتبط بالعاصمة الصينية وبالحياة في الصين على طريقته الخاصة فمنهم من جاء للعمل وآخرون للسياحة واخرون لتعلم اللغة الى غير ذلك من الأهداف لكن مايجمعهم جميعا هو المقهى او النادي الليلي المسمى (نيولونج ) وهو الذي حمل عنوان الفيلم . حاولت المخرجة الأقتراب بأكبر قدر من الحميمية من حياة شخصياتها وراقبتهم عن كثب وسافرت وتنقلت مع قسم كبير منهم من مكان الى مكان وسعت ان تعكس رؤاهم وخبراتهم من خلال صلتهم بالمكان – المدينة التي جاؤوها من بلدانهم المتعددة . وتحدثت مع المخرجة جوانا ارونج فروت لي انها قررت العيش في بكين منذ سنوات واندمجت في الحياة الصينية وكونت علاقات مع شخصيات اخرى كانوا هم موضوع فيلمها .
وميزة الفيلم هو انه بالرغم من طوله الا انه كان يدفع على المتابعة من جهة اقتراب الشخصيات من المشاهد وتصرفها بعفوية وبساطة . لكن النقطة التي استطيع ان اؤشرها هي ان المكان – المدينة ، بكين كانت شبه غائبة عن الفيلم بتكريسه حياة الشخصيات موضوعا دون ان يكون للمدينة حضور فاعل .
اما مواطنها المخرج ( بريلانتي مندوزا ) فقد قدم فيلمه الروائي الجديد (الطفل فوستر) ولأنه شخصيا كان عضوا في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان فقد تعذر عرض فيلمه ضمن المسابقة الرسمية . يراقب الفيلم عن كثب وبزمن يقارب الساعتين الحياة اليومية لأناس يعيشون ضمن حزام او خط الفقر في العاصمة الفليبينية مانيلا ويتجلى هذا الفقر واضحا في تكدس تلك المجاميع من السكان في مساكن مكتضة تفتقر الى الخدمات وكأنها بيوت الصفيح وحيث الشغل الشاغل هو رعاية الأطفال والعنالية بهم وانجاب المزيد منهم في عائلات تعيش على حافة الفقر .
يتابع المخرج تلك الحياة اليومية المجهولة وبمزيد من العناية والتركيز كما انه يدفع شخصياته الى التعبير عن نفسها بعفوية تامة وبلا ادنى تكلف ، كما ان تصويره في الأماكن الحقيقية قد اضفى على فيلمه قوة واقعية مشهودة .ومن الملاحظ على افلام كهذه انها تتخذ لنفسها مسارا مغايرا في ظل الأشكال السينمائية المألوفة والتي اعتاد المشاهد على العيش معها في وسط اجوائها الميلودرامية ، والملفت للنظر ايضا ان هذا الفيلم يحمل في ثناياه (خريطة ) مكانية خاصة ، فالشخصيات التي تعيش حياتها بكل بساطة وعفوية وبلاادنى رتوش او تعديلات ، هذه الشخصيات وهي تتنقل من مكان الى آخر توهمنا انها قد انتقلت الى امكان اخرى يجري اكتشافها والتعرف عليها لكن الأماكن السابقة سرعان ماتعود الى الواجهة مجددا ويسترجع المشاهد من خلالها كثير جدا من التراكم الصوري الذي كان قد اختزنه .
السينما التركية ..ميلودراما وكوميديا
اما السينما التركية فقد كان لها حضور ايضا في المهرجان من خلال اثنين من احدث افلامها : الفيلم الأول وهو فيلم الساحر للمخرجين جيم يلماز وعلي بالتاجي وهو فيلم كوميدي بامتياز الهب حماس الجمهور وشد انتباهه وجعله يمضي وقتا مريحا مع المواقف الكوميدية التي لاتنتهي ، وقصة الفيلم تدور حول شقيقين يعملان في الألعاب السحرية وكلاهما ضعيف البصر منذ الصغر ، وهما من الطرافة والبساطة ما يجعلهما اليفان الى المشاهد ، الذي يحصل هو انه في احد المشاهد السحرية يطلب الساحر اي متطوعة للقدوم على الخشبة لأداء مشهد سحري كما يفعل جل السحرة ، فتتقدم الفتاة وعندما تستلقي على الطاولة يأتي الساحر بمنشار وبدل ان يفعل السحر فعلته يمضي المنشار في جسد الفتاة ويصيبها بجروح ويحال الساحر الى الشرطة ثم ليرحل هو ووالده وشقيقه الساحر الآخر الى مدينة اخرى وهناك تقع مفارقات جديدة وهكذا يمضي الفيلم مليئا بالكوميديا وبأداء بارع ومتميز للشخصيات.
اما الفيلم الثاني فهو للمخرج الشاب ارين بيرديجي وهو فيلمه الروائي الطويل الأول ومن بطولة الممثلة الشابة جنان شمالي وقصة الفيلم تدور في ازمنة سردية متداخلة لحياة كاتب يمتزج فيها المتخيل بالواقعي والحلمي ، كما انه يقدم واقعا تعيشه الشخصيات وهي تبحث عن ذاتها وسط دوامة مضطربة من العلاقات التي يبقى الكاتب ضحيتها .
السينما الهندية نجم المهرجان
كانت السينما الهندية هي نجم المهرجان بحق حيث كرست هذه الدورة للأحتفاء بالسينما الهندية غير التقليدية وغير البوليوودية وقد شاركت الهند بثلاثة افلام اثنان منهما روائيان طويلان والثالث وثائقي .
نأتي إلى فيلم الافتتاح وهو فيلم سيرا للمخرج بيجو كومار، هذا الفيلم لست ادري إن كان قد جاء إلى المهرجان لكي يمثل تلك السينما المغايرة التي يريد أو يسعى السينمائيون الهنود إلى تأكيدها، إذا كان الأمر كذلك فلابد من كلام يقال.
يتحدث الفيلم عن شريحة مهمة من المجتمع الهندي وهي شريحة الأقلية المسلمة، وبمجرد الحديث عن هذه الأقلية الفقيرة الإمكانات ستتبادر إلى الذهن الظروف التي تعيشها هذه الأقلية كمجتمع فقير يعاني ما تعاني منه الطبقات الفقيرة في الهند.
لكن المسألة لن تنحصر في هذا الجانب، فبكل تأكيد إن الفيلم حرص على تقديم الصورة الواقعية لحياة هذه الأقلية دون تزويق أو تجميل، على خلاف كثير من الأفلام الهندية التي تحرص على عرض الأماكن السياحية و أوجه الحياة المترفة المنظمة.
في هذه البيئة تعيش الفتاة سيرا الصحافية في قناة التلفزة الهندية في كنف والدها أستاذ علي حسين.. وهو موسيقي كلاسيكي ينثر من حوله الطبول الهندية الصغيرة وبين الفينة والأخرى يمتع نفسه وابنته بعزفه المتقن على تلك الطبول، وتمضي حياة الاثنين رتيبة لا جديد فيها حتى تتسرب تلك الرتابة إلينا نحن المشاهدين، لكن التحول يحصل عندما تكلف القناة الفضائية الهندية تلك الصحفية الشابة بالذهاب إلى المنطقة التي يتواجد فيها الزعيم المسلم من كشمير المدعو (قاسم عباس) وهو كما سيتضح، يتزعم مجموعة في الدفاع عن كشمير وبالتالي فهو في نظر السلطات الهندية ليس غير إرهابي خارج على القانون.
شاي وماء ..مخرج واعد ضد الفساد الأداري
هذا الفيلم يحمل حقا ميزات مختلفة عما الفناه في السينما الهندية ، هو للمخرج الشاب مانو ريوال وهو فيلمه الروائي الطويل الأول ، الفيلم يحكي قصة مكابدات شاب يعمل في السينما ويسعى للحصول على رخصة انتاج فيلمه من السلطات التي تمنح الرخص في الهند ، لكنه خلال ذلك يواجه كما هائلا من التسويف ومن الفساد الأداري والروتين ويمر بالعديد من المواقف الطريفة والمحرجة . في الجانب الآخر قدم المخرج شخصياته اكثر حداثة وعصرية وهي تتكلم اللغة الأنجليزية بطريقة متقنة ، كما قدم فتاة ادت دورين مختلفين بشكل متميز . الفيلم على بساطة احداثه يحمل حقا بصمة التجربة الأولى لمخرج واعد . جلست خلال المهرجان مع المخرج مانو ريوال وتحادثنا طويلا في تجربته الأخراجية ، وافلام كهذه ينتجها اصحابها تشكل تحديا حقا من جهة الكيفية التي من خلالها يستطيع المخرج الشاب ان يخترق الكارتلات الضخمة والكيفية التي يسوق بها فيلمه وهو ماكان يتركز عليه اغلب ماتحادثنا فيه .
ليلة متميزة للسينما المغربية
كانت السينما المغربية هي السينما العربية الوحيدة التي حضرت بشكل واسع في المهرجان سواء بعروض الأفلام ام بالجمهور الكبير من ابناء الجالية المغربية الذي جاء لمساندة سينما بلاده ونجومها الذين حضروا الى المهرجان مخرجين وممثلين وادارات سينمائية وغير ذلك .
قدمت المغرب فيلما روائيا طويلا واحدا وهو انهض يامغرب للمخرجة نرجس النجار ، والفيلم يواكب بالدرجة الأولى مسألة المنافسة لأستضافة بطولة كأس العالم 2012 حيث تنحصر المنافسة بين المغرب وجنوب افريقيا لتفوز جنوب افريقيا ، ويمزج الفيلم بين مشاعر الأحباط والأمل لهذا السبب وبين استرجاع احدى الشخصيات لحياتها الماضية على شاطئ البحر ممتزجة بقصة حب الفتاة ليلى مع لاعب المنتخب المغربي التي تنتهي نهاية تراجيدية مأساوية بهجوم شخص على الفتاة وضربها ضربا مبرحا ربما لاتطيقه الدواب ثم قيامه بطريقة وحشية بحلاقة شعر رأسها بالكامل ، بالطبع انا شخصيا لم استسغ هذا المشهد لبشاعته وتطرفه في اهانة الفتاة كجزء من اهانة المرأة العربية امام الجمهور الغربي كما اني وجدت مشهد الضرب محشورا حشرا في وسط الفيلم دون ان يكون له مبرر عملي مقنع فلو ازيل لم يغير شيئا .
في الجانب الآخر قدمت المغرب اربعة افلام روائية قصيرة للمخرجين بوسلام ضعيف و ليلى تريكي ومحمد مفتخر و راشد زكي . وارى ان تلك الأفلام جديرة بالأهتمام والتركيز والمشاهدة ففيلم عبد السلام ضعيف (المانيكان ) يتحدث بلغة بسيطة وطريفة عن الحياة الرتيبة لرجل مع زوجته التي تهمله تماما بوضع وصفات الماكياج على وجهها والأنصراف الى النوم فيما هو يتعرض لمد هائل من الأغاني المثيرة على شاشات التلفزة كما انه ينجذب الى عارضة الأزياء في واجهة احد المحلات ويفترض انها دمية لكنه يراها امرأة شابة فاتنة من لحم ودم ولهذا يعيش معها في عالمها .
اما فيلم محمد مفتخر فيدور عن مرافقة رجل لفتاة من فتيات الليل ليكشف عن عالمه الخاص المليء بالأحباط اذ تؤنبه تلك الفتاة على خيانته فيما هي تعيش محنة خيانة زوجها لها .
قصة حب السينما التايلندية
السينما التايلندية هي سينما اخرى تم اكتشافها مجددا في هذا المهرجان من خلال الفيلم الروائي الطويل قصة حب في بانكوك للمخرج الشاب بوج ارنون، تدور قصة الفيلم في اجواء مدينة بانكوك من خلال صراع مبهم يدفع شابا الى قتل اشخاص عديدين حيث يتضح فيما بعد انه ليس غير قاتل مأجور ، وفي احدى المرات يكلف بخطف شاب ، فيجده بصحبة فتاته ويختطفه ولكن يحصل في اثناء خطف الشاب ان هذا المجرم المحترف يتعرض الى هجوم من عصابة اخرى فيصاب في المواجهة الحامية بالرصاص وهنا تقع مفارقة طريفة ان الذي يسهر على علاج هذا المجرم ورعايته هو ضحيته المختطف الذي تستيقظ في داخله مشاعر منحرفة من المثلية الجنسية تنتهي بعشقه لخاطفه وتمضي قصة الفيلم في ميلودراما يمتزج فيه العنف بالحب بالصراعات في جو مشحون جندت له امكانات متميزة من العناصر الفنية والجمالية وربما كانت هي التي انتشلت الفيلم من ميلودراميته الثقيلة .
وقصة حب اخرى من اندونيسيا
اما قصة الحب الأخرى المدهشة حقا فقد جاءتنا من آسيا ايضا ومن اندونيسيا تحديدا من خلال فيلم حب للمشاركة للمخرجة الشابة نيا ديناتا . وهذا الفيلم يقدم نسيجا كثيفا جدا من الشخصيات والعلاقات ، اطاره العام هو مسألة تعدد الزوجات في المجتمع الأندونيسي المسلم وماتخلفه من آ\ثار اجتماعية متعددة . فالشخصية الرئيسة هي طبيبة مرموقة تكتشف ان زوجها قد اكثر من الزوجات دون علمها فتنكفئ الى حياتها العملية الخاصة ورعاية ابنها الوحيد بينما ينشغل الزوج بزوجاته الشابات حتى يسقط في مرض الشلل النصفي فلا يطالب برعاية من احد سوى زوجته الأولى .
بموازاة ذلك تذهب بنا المخرجة الى قصة اخرى لتعدد الزوجات تدفع بسبب رتابة الحياة والفقر بزوجتين الى ميول جنسية مثلية ماتلبث ان تتطور الى تمرد على تلك الحياة الذليلة بهربهما من منزل الزوج ولكنهما وهما في طريقهما الى عالمهما الجديد تلتلقيان بفتاة من الأقلية الصينية المسيحية التي هي الأخرى لها قصة اخرى ان من جراء الخيانة الزوجية او الأحتكاك يمجتمع تعدد الزوجات .
تحسب للفيلم قدرة المخرجة على السيطرة على العديد من خطوط السرد والعديد من الشخصيات والأزمنة المتداخلة .
جريمة وبحث عن الذات في السينما الكندية
اما السينما الكندية فقد شاركت بفيلم (ديلفريز موا ) للمخرج دينس كوينارد . وتدور قصة الفيلم حول امرأة تعيش بلا انقطاع خيالات وذكريات حادثة انتحار او اغتيال زوجها فهي متهمة من ام الزوجة بأنها هي القاتلة بينما هي تعيش ارهاصات وحدتها وحنينها لأبنتها التي تعيش في كنف الجدة .
تجري احداث الفيلم في اجواء تضيق على الشخصيات وتؤطر حياتها وتدفع بها الى عزلة خاصة ربما كانت سببا وراء محاولة الفتاة الأنتحار تخلصا من تلك المحنة التي ستنتهي لاحقا بخراب كل شيء ، احتراق المنزل الذي حمل كل تلك الذكريات المرة وقتل او انتحار الجدة سبب التأزم المقيم ومن ثم عودة الفتاة الصغيرة لأحضان امها .
تكريم المخرج السينمائي نوردوم سيهانوك
ربما هي حكاية طريفة تنبه لها المهرجان ونبه اليها جمهوره بل وعرف هذا الجمهور بمخرج سينمائي غير معروف جيدا وهو ملك كمبوديا نوردوم سيهانوك الذي اخرج اكثر من 15 فيلما وثائقيا وكان ولعه بالسينما طيلة حياته دافعا لأن ينتقل هذا الولع الى ابنه . وقد كرمت ادارة المهرجان نوردوم سيهانوك بمنحه جائزة خاصة و عرض بعض من افلامه .
ليلة الختام ونتائج التحكيم
على مدى ليال من المشاهدة المتواصلة التي كانت تمتد الى مابعد انتصاف الليل امضينا في لجنة التحكيم الدولية كل ذلك الوقت في فحص وتقويم الأفلام المشاركة وبعد جلسات عدة خلصت لجنة التحكيم الى النتائج الآتية :
الجائزة الكبرى للمهرجان : الفيلم التايلندي قصة حب في بانكوك للمخرج بوج ارنون
جائزة افضل اخراج : الفيلم الأندونيسي حب للمشاركة للمخرجة نيا ديناتا
جائزة افضل سيناريو : الفيلم الكندي (دبلفرز موا ) للمخرج دينس كوينارد
جائزة لجنة التحكيم : الفيلم الهندي شاي وماء للمخرج مانو ريوال
جائزة افضل ممثلة : للفيلم الكندي
جائزة افضل ممثل للفيلم الكوميدي التركي
جائزة افضل فيل وثائقي :فيلم (نيو لونج) للمخرجة الفلبينية جوانا ارونج