مشاهدات عديدة تزيد على 200 فيلم في خلال الأشهر الستة الماضية مابين روائي ووثائقي وقصير.الا انني آثرت ان اسلط الضوء على نماذج منتقاة من بين تلك الأفلام ...افلام جاءت من اوربا ملامسة هموما انسانية عميقة ..هي افلام مختلفة ليس فيها الضجيج الهوليوودي بما فيه من صراعات واكشن وعنف ونجومية مجردة ..وهذه هي مختاراتي
فيلم "خزان السمك" للبريطانية اندريا آرنولد : محنة المراهقين وانحرافات الراشدين
تبقى القصص الواقعية والأجتماعية التي تتعلق بالتفكك الأسري ومشاكل المراهقين وحالة الضياع والأحساس بالفراغ واللاجدوى واحدة من الموضوعات الأثيرة لصانعي الفيلم ..وتعاني العديد من المجتمعات من مشكلات مشتركة معقدة كهذه لاسيما في المجتمعات الأستهلاكية كالمجتمع البريطاني .فلأن هذا المجتمع متميز تقليديا بالطبقية في كل شيء ويعتبر ذلك ميزة وتميزا عما سواه من المجتمات وليس نقطة سلبية ، فتجد ان طريقة الكلام بالأنجليزية تختلف من طبقة الى اخرى ، لهذا تجد طبقة العمال تمتلك طريقتها الخاصة في الكلام من استخدام الكلمات ومخارج الحروف وصولا لتجاوز اعتبارات اللياقة ..وسط هذه الطبقة العمالية تقع احداث هذا الفيلم لمخرجته (اندريا ارنولد ) حيث يسكن الجميع في نوع من السكن الأجتماعي الذي تتقارب فيه العائلات في حياتها اليومية وكأنها تتقاسم العيش في فندق مشترك ..من هنا تبدأ الحياة اليومية للفتاة المراهقة ( ميا : الممثلة كاتي جافيز ) ذات الخمسة عشر عاما والتي تعيش مع امها وشقيقتها الصغيرة من دون الأب .. ولعل عنصر تميز هذا الفيلم فضلا عن اثارته قضية حساسة ومعاشة في المجتمع البريطاني هو تمكن المخرجة من قيادة شخصياتها وصنع دراما نابضة بالحياة فاللقطات والمشاهد التي صورت الحياة اليومية لذلك الحي المغلق على مشاكله اليومية لم تكن تنقل واقعا مفترضا او كونه مجرد اعادة صياغة لواقع معاش بل تستشعر من وقائع الفيلم بذلك القدر من الواقعية والحيوية وان الشخصيات فاعلة بمافيه الكفاية لكي تفعل شيئا بالرغم من انها تجد نفسها غاليا مقيدة بتلك المشكلات .
يضاف الى ذلك انني وجدت في هذا الفيلم قدرا وافرا من الأحساس بطبيعة الفيلم الوثائقي من خلال مواكبة الحياة اليومية والتفصيلية للشخصيات وترك تلك الشخصيات تعبر بعفوية عن ذاتها ، وبالرغم من المساحة المحدودة لحياتها من ناحية محدودية الأماكن التي ظهرت فيها الشخصيات الرئيسة الا انها كانت كافية تماما لتتيح لنا فرصة الأهتمام والمتابعة ومراقبة تحولات ذلك المجتمع الذي يتآكل وتتآكل فيه القيم وتسود فيه الأنانية وحيث تتضاءل اللياقة والأحترام بين الشخصيات مع وجود مساحة كبيرة لطرح مشكلات الصغار والمراهقين في تلك البيئة.
هو عالم لانراه ، عالم معزول ومجهول على حافات المدن حيث تعيش الفئات المسحوقة ايامها الطويلة في معاناة متواصلة ، تلك هي قصة شمشون ودليلة اللذان يعيشان في تلك البقعة النائية في فقر مدقع في اماكن مهجورة لاتتوفر فيها ابسط متطلبات العيش ، دليلة تعيش مع جدتها على الكفاف وتعيشان من بيع لوحات الرسوم الفطرية بينما شمشون لاينطق بكلمة واحدة وهو يشاهد يوميا مجموعة من الشباب وهم يعزفون على آلات الجيتار والضرب على الطبول في ممارسة عبثية لامعنى لها ولا توفر اجابة محددة وخلال ذلك تقع التحولات الدرامية المروعة باختطاف دليلة وبأدمان شمشون استنشاق البنزين كنوع من المخدر حتى يصل الى حافة الموت انه صورة المشردين المنبوذين الذين يعيشون على حافات الحياة في بلد غني هو استراليا بينما يعاني الملونون فيه كل ذلك الضنك والضياع ، شكل اداء الشخصيتين علامة فارقة في الفيلم واثبت مخرجه قدرة مميزة على قيادة الممثلين وان يصنع دراما متميزة متصاعدة
المشاعر والقلوب المحطمة مع بيدرو المودافار
حياة محطمة تعصف بها فصول من الأنانية والشخصيات تعوم في فراغات متداخلة باحثة عن ذاتها في فيلم العناقات المحطمة والفيلم هو عبارة عن سرد وتحولات وتجارب المخرج والسرد الفيلمي يتنقل بنا بين سنوات الثمانينيات والملاحظ ان ستخدام اسلوب الفلاش باك في هذا الفيلم هو شكل من اشكال التداخل السردي والتنوع في عرض المراحل الزمنية التي مرت بها الشخصية . انه المخرج الأعمى ، وليس اعمى فقط في بصره بل هو اعمى في مواقف حياتية عديدة ، اذ هو متأجج العاطفة مع ( لينا- بنيلوبي كروز) بينما هو اعمى عاطفيا في النظر للواقع المحيط به .وهو مايعترف به لاحقا في حواره مع مديرة اعماله وصديقته المحبطة . وحيث يعرض الفيلم جوانب من حياة كاتب السيناريو والمخرج الذي يتعرض الى حادث سيارة تنتهي بأصابته بالعمى وبوفاة صديقته ( الممثلة بنيلوبي كروز) .ومابين هذا وذاك تبرز شخصية لينا ذاتها فهي فتاة قادمة من بيئة متواضعة ، ابوها يعاني من مرض عضال ولاتستطيع ادخاله مستشفى خاص لأجراء عملية جراحية عاجلة له حتى تدخل مديرها العجوز آرنستو مارتيل (خوزيه لويس غوميز) واعلان استعداده لتغطية تكاليف دخول المستشفى والعملية وجميع ماتحتاجه وذلك تفرع آخر اذ انها مرتبطة مع ذلك مع ذلك المدير بعلاقة عشق ترفض هي ان تتطور الى زواج لاسيما بعد ان ترتبط بعلاقة مع المخرج.. والفيلم في تداخلاته السردية هو سينما داخل السينما ، فالمخرج في داخل الفيلم هو المخرج القلق المتوتر الباحث عن الدهشة . والفيلم بعد هذا هو تنوع سردي في حياتي الشخصيتين لينا والمخرج وجميع الأحداث تقع في البدء في زمنين متوازيين اي الزمن الذي عاشه المخرج الأعمى وقبل فقد بصره والزمن الذي عاشته لينا المساعدة الفاتنة للمنتج العجوز و التي تقرر دخول حقل السينما والتمثيل في وسط اجواء من الغيرة التي يعبر عنها مديرها وهو يراقبها ويستمع لحواراتها الفيلمية ويرسل ابنه المثلي لمراقبتها فيأخذه الهوس بهذه المهمة وهو مايثيره اكثر واكثر ..
فيلم اصلاح – صورة الأقليات في اليونان
يلامس هذا الفيلم (اخراج تانوس اناستوبولس ) قضية حساسة وانسانية طالما ناقشتها السينما ، وهي قضية الأقليات في اوربا والتي تشكل لوحدها ظاهرة اجتماعية وسياسية في آن معا . تدور احداث هذا الفيلم حول شخص يطلق سراحه من السجن ويبدأ الفيلم من لحظة خروجه ، يتأمل الشوارع ، الأسواق ، الناس ، اماكن المهاجرين ثم قسم الخدمة الأجتماعية الذي يساعد الخارجين من السجن على تدبير حياتهم الجديدة وخلال ذلك يجري تدوين المعلومات عن السجين لكنه يرفض الأفصاح او الأجابة عن نقطة واحدة فقط وهي فيما اذا كان متزوجا ام لا .
ثم نتابعه وهو يقصد مدرسة البنات لتأمل ابنته الصغيرة وهي تمارس العابها الرياضية ثم يتبعها هي والأم ، الزوجة السابقة هي من الأقلية الألبانية ، يتعرف على محل عملها ثم تكون الأم والأبنة في طريقهما الى المنزل عندما تعترضهما الشرطة مطالبة بأبراز البطاقة الشخصية فيتدخل هو لأنقاذهما من الموقف ومن استجواب الشرطة وبعد ان يخرجهما من الموقف يكون رد فعل المرأة شديدا ضده اذ ترفضه وتتركه وتمضي وخلال ذلك تلتقيه عصابة من المتطرفين وتحييه على مافعله عندما ساهم في قتل احد المهاجرين الألبان بعد مباراة لكرة القدم ويعطونه بعض المال ثم ينتقل للعمل في نفس محل عمل الزوجة دون ان ينجح في اللقاء بها بل انها ترفضه بشدة .
تجري الأحداث على خلفية الدوافع العنصرية لدى بعض من المتطرفين اليونانيين ضد الأقلية الألبانية المهاجرة ذلك ان العصابة عندما تلتقي هذا الرجل الخارج من السجن توا تعطيه بعض المال وتحيي موقفه في قتل الألباني وتطالبه باعتباره بطلا ان يواصل مابدأه لكنه يرفض ويضطر الى افتراش الرصيف وفي ركن مقابل لشقة الزوجة والأبنة يراقبهما حتى تكتشف الزوجة ذلك وتشاهده وهو يفترش الرصيف فتتعاطف معه . يجري كل ذلك على خلفية تصاعد المشاعر الوطنية لليونانيين : مباريات كرة القدم ضد البانيا وضد تركيا خاصة ، المسيرات الطلابية ذات الطابع العسكري لتحشيد المشاعر الوطنية ، مسيرات التشييع لأحد الوطنيين اليونانيين .
تميز الفيلم بانتقالات سلسة وبأقل مايمكن من الحوارات .
وظلت لعبة الأختباء طريفة وممتعة من جهة البطل الباحث عن ذاته وزوجته وابنته .
فيما كانت من المشاهد المؤثرة مشهد العصابة من اليونانيين المتطرفين وهم يسلمونه موبايل وفيه تسجيل لمظاهرة شوفينية تم فيها قتل احد الألبان فيما كان رسم العلم اليوناني والوانه على وجه ذلك الرجل .
قلب النار – صور قاتمة من اريتريا - المانيا
فيلم :قلب النار ، اخراج : لوجي فالورني، تقع احداثه في ارتيريا وهي تطحنها الحرب الأهلية مابين فصيلين مسلحين هما الشعبية والجبهة . طفلة في حوالي العاشرة من عمرها يتم ايواؤها من الحرب في احدى الكنائس ثم تعاد لوالدها الذي سرعان مايهديها هي واختها الى الجبهة اي الى المحاربين الذين يريدون تحرير ارتيريا وهنا تجد نفسها وجها لوجه مع الحرب .
في البداية لاتكلف بواجبات حربية بل بغسيل ملابس الجنود ثم يجري تدريبها على السلاح ولكنها تقوم بأفراغ اسلحة زملائها الأولاد اليافعين من الأطلاقات مما يؤدي الى تعريضهم للخطر بسببها فتعاقب عقابا شديدا من جراء ذلك من قبل المرأة التي تشرف على تجنيد الأطفال الصغار واليافعين وزجهم في اتون الحرب الطاحنة والدماء والدمار واالرعب اليومي .
ثم ينقذها شاب محارب هو الآخر يكبرها بأكثر من عشر سنوات وهو وجد نفسه مرغما ان يكون في قلب تلك الدوامة من الدم والقتل والخراب ، ويخبرها ذلك الشاب بأنه قرر الهرب بها هي واصحابها الصغار انقاذا لهم من الحرب والموت باتجاه الحدود مع السودان ولكن مالم يكن في الحسبان هو ان يتعرض المعسكر الذي يتواجد فيه ذلك الشاب مع الأولاد الصغار والفتيات الصغيرات الى هجوم شرس ينتهي بمقل الشاب وهرب المسلحين من زملائه بما فيهم جوقة الأطفال اليافعين والفتاة الصغيرة التي تبكي الشاب وتصرخ منادية من اجل انقاذه دون جدوى في واحد من المشاهد المؤثرة في الفيلم ، لكنها تواصل مسيرتها فيما بعد هاربة من جحيم الحرب باتجاه الحدود السودانية .
في احدى الكنائس ثم تعاد لوالدها الذي سرعان مايهديها هي واختها الى الجبهة اي الى المحاربين الذين يريدون تحرير ارتيريا وهنا تجد نفسها وجها لوجه مع الحرب .
في البداية لاتكلف بواجبات حربية بل بغسيل ملابس الجنود ثم يجري تدريبها على السلاح ولكنها تقوم بأفراغ اسلحة زملائها الأولاد اليافعين من الأطلاقات مما يؤدي الى تعريضهم للخطر بسببها فتعاقب عقابا شديدا من جراء ذلك من قبل المرأة التي تشرف على تجنيد الأطفال الصغار واليافعين وزجهم في اتون الحرب الطاحنة والدماء والدمار واالرعب اليومي .
ثم ينقذها شاب محارب هو الآخر يكبرها بأكثر من عشر سنوات وهو وجد نفسه مرغما ان يكون في قلب تلك الدوامة من الدم والقتل والخراب ، ويخبرها ذلك الشاب بأنه قرر الهرب بها هي واصحابها الصغار انقاذا لهم من الحرب والموت باتجاه الحدود مع السودان ولكن مالم يكن في الحسبان هو ان يتعرض المعسكر الذي يتواجد فيه ذلك الشاب مع الأولاد الصغار والفتيات الصغيرات الى هجوم شرس ينتهي بمقل الشاب وهرب المسلحين من زملائه بما فيهم جوقة الأطفال اليافعين والفتاة الصغيرة التي تبكي الشاب وتصرخ منادية من اجل انقاذه دون جدوى في واحد من المشاهد المؤثرة في الفيلم ، لكنها تواصل مسيرتها فيما بعد هاربة من جحيم الحرب باتجاه الحدود السودانية
وبعد انقاذه واعادته الى المنزل يقول انه سيتم تقطيعه اجزاءا وارسال اجزائه تباعا الى فيلا لطلب الفدية من جديد فالأفضل هو ان يهرب ويختفي ، فتوافقه اليسا مضطرة لكنها تكتشف انها وقد وثقت به قد سرق مالها وهرب فتحاول اللحاق به دون جدوى فيكون رد فعل فيلا هو الأنتحار دون ان تستطيع اليسا انقاذها هذه المرة .
فيلم الصديق – سويسرا
هذا الفيلم من اخراج (ميجا لوينسكي) الذي يمكن ادخاله في دائرة الأفلام النفسية او التي تتحدث عن الأضطرابات والمشاكل النفسية ، يحكي الفيلم قصة شاب يتصل بأسرة ما ويخبرهم انه صديق ابنتهم المتوفاة حديثا ، الشاب يعاني من الوحدة القاتلة ومن سيطرة الأم عليه ويعاني من العزلة. يتطور الأمر الى سعي ام الفتاة المتوفاة الى معرفة هذا الصديق وماذكرياته مع ابنتها . ويقع تعاطف بينهما بعد مراسم دفن الفتاة . الشاب يجسد واقعا مأزوما فهو يعاني من العزلة والوحدة وسيطرة الأم عليه كما انه يشير بشكل عابر الى انه حاول الأنتحار في احدى المرات وبسبب احباط الفتاة شقيقة المتوفاة ومشاكلها مع اسرتها فأنها تجد نفسها منجذبة لذلك الشاب ولهذا تمضي ليلة معه في الفراش .
في تلك الأثناء تأتي الأم لزيارة ابنتها ومصالحتها وتدخل غرفتها فتجدها نائمة مع الشاب وتعبر الأم عن صدمتها اذ كيف يقبل صديق الفتاة المتوفاة ان ينام مع اختها ، لكنه يقول انه لم يكن صديقا للفتاة يوما وهنا تقع المفاجأة اذ يكتشف الجميع انه كان يكذب عليهم بمن فيهم شقيقة الفتاة التي صدقت انه صديق مخلص لشقيقتها ، يحاول العودة لها واقناعها بحسن نيته دون جدوى ثم ينتهي الفيلم بجلوسهما معا .
الثلج الأسود – فنلندا: قصة صراع عائلي
يقدم هذا الفيلم (اخراج : بيتري كوتويكا ) صراعا مريرا ودراما ساخنة في اطار اجتماعي يكشف ان الخيانة الزوجية هي الخيانة الزوجية اينما وقعت وحلت في اي زمان ومكان ، الفيلم يحكي قصة زوج وزوجة يعيشان معا بسعادة ظاهرة حتى تكتشف الزوجة في ليلة عيد ميلادها ان لزوجها علاقة مع امرأة اخرى . تحاول وسط صدمتها ان تعرف من هي تلك المرأة التي يرتبط معها الزوج بعلاقة ، لكن الزوج ينكر ذلك تماما لكنه وهو يتحدث معها يقوم لاشعوريا برسم ( لوكو ) يكون مفتاحا للزوجة لمعرفة من هي تلك الفتاة . الزوجة طبيبة جراحة في احد المستشفيات ، ومنهمكة في عملها اليومي ، لكنها تمضي في محاولاتها معرفة من تكون تلك الفتاة التي يعرفها الزوج ، تذهب الى مكتب زوجها وفي غفلة منه ودون علمه تبحث في كومبيوتره الشخصي فتعثر على اسم الفتاة وعنوانها فتتبعها وتكتشف انها مدربة رياضية لفنون الكراتيه وسرعان ماتجد نفسها منخرطة في دورة من دورات الكراتيه تحا اسم مزور ، وعبر يوميات التدريب على الكراتيه تبدأ بالأقتراب من عالم مدربتها وخصمها في آن واحد ثم تتوطد علاقتهما وتقبل تلك المتدربة دعوة مدربتها لحضور سهرة مع اصدقاء لها في داخل منزلها ويتطور الحوار اليومي بينهما الى قيام المدربة بأخبار صديقتها الجديدة بعلاقتها تلك مع الرجل المتزوج والممتدة لأكثر من عام مضى وانها تحبه وتروي لها ان له زوجة جميلة وانها رأته معها لمرة واحدة وانها امرأة جميلة . وبعد ان تتأكد الزوجة من ثقة الفتاة التي قامت بخطف زوجها منها ، تلتقيان في حفل تنكري وتوهم الزوجة تلك العشيقة بوجود زوجة عشيقها في الحفل في خدعة تتسبب في شعور العشيقة بالأحباط فتذهب مع الزوجة الى شقتها وتضع لها منوم وتحاول اقناعها للقيام بعملية اجهاض مرة اخرى وتفشل وعندها تتأكد العشيقة من هوية الزوج وانه محب لزوجته وانها قد تعرضت الى طعنة كبيرة فتأخذ سيارة الزوج الذي يلاحقها بسيارته في بيئة متجمدة وينتهي الأمر به الى ان يصطدم بأحدى الأشجار ويتجمد حتى الصباح بعد رفض عشيقته انقاذه وأخذه بسيارتها ، وتتواصل تلك الميلودراما المريرة عندما يتم اجراء جراحة للمدربة العشيقة وهي تكفكف احزانها بعد فقدها حبيبها وشعورها بالذنب من جراء ذلك ، وينتهي الأمر بها الى ان تلد طفلا من تلك العلاقة السرية بينما تكون الطبيبة الجراحة هي الزوجة نفسها .
بلا ارادة – خمسة قصص متوازية من السويد
هذا الفيلم الذي نال الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الأوربية في بروكسل : 2009 يقدم معالجة مؤثرة الى حد كبير وفيها كثير من التجديد وعدم التكرار والرتابة في الرؤية الأخراجية ، الفيلم من اخراج المخرج الشاب روبن استند ويبدأ بلقطة عامة للمدينة في الليل ثم بلقطات لأناس يتبادلون احاديث المجاملة في حفل عيد ميلاد ولاتظهر الا اقدامهم ثم حوار بين راعية الحفل وسيدة اجنبية اي غير سويدية ، تسألها راعية الحفل هل اتقنت اللغة السويدية ؟ فتجيب انها تحاول قليلا تعلم اللغة ، الزوج مشغول بأشعال الألعاب النارية . لقطات اخرى لفتيات مراهقات عابثات يصورن انفسهن امام كاميرا الموبايل او ربما كاميرا الكومبيرتر.
لقطات لمجموعة من الأشخاص في داخل حافلة تقلهم الى مدينة اخرى ، احداهن ممثلة ويدور حوار بينهما وبين راكبة اخرى بينما هنالك مراهقون في آخر الباص ويتبادلون النكات ويعبثون . المرشدة السياحية تحاور السائق وتسأله عن عمره وحياته ، لقطات للمدرسة وهي تلقي محاضرة على طلابها وتحاول التعرف على ذكائهم في وقت يقوم مدير المدرسة بعقاب احد الطلبة ومطاردته داخل المدرسة ومن ثم توبيخه بشدة وعنف .
في الجانب الآخر يمارس سائق الباص سلطته على ركاب الباص فيوقف الباص بحجة ان احدهم قد الحق ضررا بالباص وحتى يعترف من ارتكب الخطأ ويعتذر عن فعلته ويتحمل مسؤوليته فأن الباص لن يتحرك .وبموازاة ذلك تجري قصص اخرى لشباب عابثون يمارسون لهوا يدل على ذائقة جيل مثقل بالمشكلات فضلا عن صراع لفظي عنيف بين مدير المدرسة والمدرسة الرافضة لأستخدام العنف ضد طلاب المدرسة ثم العودة مرات اخرى الى الفتيات المراهقات . قصص تجري متوازية تكشف عن ازمات اجتماعية تعصف بالجيل لكن الطريف في هذه القصص انها تأتي تحت يافطة انها وقائع تجري في فصل الصيف القصير جدا في السويد حيث يتصرف الناس بشكل يكونون فيه غريبي الأطوار .