مهرجان السينما الأوربية الخامس في بروكسل
سينما البلدان الأشتراكية (سابقا) عندما تنافس وتنتزع الجوائز
د.طاهر علوان
بروكسل

تتواصل المؤسسات الثقافية الأوربية والتي تعنى بالأنتاج السمعي البصري في ايجاد مزيد من المنافذ التي تتيح لمزيد من السينمائيين الأوربيين التعريف بمنجزهم ولعل المقصود هنا هو سينمائيو بلدان المجموعة الأوربية التي انضمت حديثا للأتحاد ومنها رومانيا وهنغاريا وبلغاريا وغيرها . وعلى هذا كان المهرجان فرصة اتاحت لجمهور فن الفيلم التعرف على المنجز السينمائي لهذه البلدان فضلا عن التواصل مع التجارب السينمائية الراسخة والمعروفة جيدا لدى الجمهور ومنها السينما الفرنسية والألمانية والأيطالية بشكل خاص. وقد اقيم مؤخرا في العاصمة البلجيكية بروكسل مهرجان السينما الأوربية في دورته الخامسة وبالرغم من حداثة هذا المهرجان اذ اتم دورته الخامسة الا انه سعى من خلال هذه الدورة الى تأكيد هويته الثقافية الداعمة للمنجز السينمائي الأوربي بصفة عامة والى ان يدفع الى الواجهة بالتجارب الجديدة . ولعل من الملفت للنظر هو ان المهرجان يسعى الى تأسيس التقاليد اكثر من كونه مهرجانا يتميز بالفخامة وسعة الرواج والدعاية الأعلامية ويشهد على ذلك تواضع قيمة الجوائز التي منحت للفائزين في هذه الدورة (اغلبها لم يتعد مبلغ الفان وخمسمائة يورو (ماعدا الجوائز الكبرى ) . وهذا مؤشر مهم بأن قيمة المهرجانات ليس في كمية الأنفاق في مقابل ضعف المحصلة الفنية والأبداعية . على هذا انطلقت فعاليات المهرجان ودخل مسابقته الرسمية اربعة عشرفيلما حديثا توزعت بمعدل فيلمان من كل من الدنمارك وفرنسا وبلجيكا و فيلم واحد من كل من بريطانيا وهولندا وهنغاريا والسويد ورومانيا وفنلندا واسبانيا والمانيا. وقد شكلت لهذا الغرض لجنة تحكيم من عدد من السينمائيين المرموقين من عدد من بلدان القارة الأوربية . ونبدأ الحديث عن اهم الأفلام المشاركة في المهرجان بالفيلم الدنماركي (اي اف ار) و تجري احداثه في اجواء بوليسية غامضة عن حادثة اغتيال رئيس الوزراء (اندريس فوغ راسموسين) ولهذا حمل الفليم هذا العنوان وهي الأحرف الأولى من اسمه . ويذهب الفيلم الى استقصاء شخصية القتيل من خلال علاقاته وتاريخه السياسي وآراء زملائه في العمل ومن يعرفونه عن قرب ليتابع في الجانب الآخر دوافع الجاني (أ.ايميل) وحياة هذا الأخير لاتقل غموضا وتداخلا عن الجريمة ذاتها . ويمزج المخرج مزجا ملفتا بين الدوافع السياسية والدوافع الأجرامية ويحرك في جمهوره رغبة جامحة في التعرف على الحقائق وفك غموضها وملابساتها . والفيلم هو للمخرج مورتن كلابرز وهومشارك في كتابة السيناريو وفي الأنتاج ..كما انه يؤدي دور القاتل نفسه في الفيلم . واما فيلم (مهنة انسان) فهو يمضي في الحياة الداخلية والذهنية للأنسان فشخصية (جوها ) الملتبسة في هذا الفيلم تدفعه الى الشك في كثير مما حوله وبما في ذلك الشك في القدرات العقلية لزوجته ممايدفعه الى التفكير في الكيفية التي يستطيع من خلالها ان يتعرف على الحقيقة ومابين سلسلة من الأفكار الأفتراضية يمضي جوها في حياة تزدحم فيها الأحلام بالمخاوف والشكوك . والفيلم يتميز ببعده النفسي و بمهارة المخرج في ادارة شخصياته بتلقائية واضحة . الفيلم هو للمخرج اليكسي سالمنبيرا ومن تمثيل تومي كوربيلا و جاني فولنين. ومن رومانيا يقدم المهرجان فيلم (كالفورنيا :حلم غير منته) للمخرج كرستيان نيميسكو وقد حمل هذا الفيلم وقعا خاصا في المهرجان بالنظر الى ان مخرجه مازال شابا في بداية مشواره السينمائي (يبلغ من العمر 27 عاما ) لكنه توفي في حادث سير قبيل اكمال مونتاج فيلمه هذا . ويحكي الفيلم قصة رحلة قطار متجه الى كوسوفو حاملا مساعدات من قبل الحلف الأطلسي الى تلك البلاد ولكن وعند مرور القطار في احدى القرى الرومانية يتعرض الى اعتداء ونهب لبعض الوثائق وخلال ذلك يسعى مأمورمحطة القطار الى الوصول الى الحقيقةقبل ان تتحول الحادثة الى مشكلة سياسية ذات باعاد خطيرة . اما الفيلم البريطاني الذي حمل عنوان (موت الرئيس ) وهو مختصر الكلمات الأنجليزية (ديث اوف ذي بريزيدينت : دي .او .بي) هذا الفيلم للمخرج كابرييل رينج يتميز بطرافته فهو يمزج كثيرا بين مانعيشه في عالمنا اليوم من وقائع واحداث وبين ماهو افتراضي ومتخيل وبالأخص لجهة الأحداث السياسية . ومعلوم ان قصة اغتيالات محاولات رؤساء امريكا تكررت مرات عدة في العديد من الأفلام الأمركية خاصة والآن يأتي دور هذا المخرج البريطاني ليقدم لنا قصة متخيلة لأغتيال الرئيس الحالي على يد شخص من اصل سوري وذلك على خلفية احتجاجات وتظاهرات متكررة احتجاجا على الرئيس وسياساته لكن المفارقة تكمن في السؤال: اذا كانت الأحتجاجات محلية وتتعلق بالشأن الداخلي ضد الرئيس فلم يكون الجاني من اصل عربي حصرا ؟ لماذا ؟ وهو سؤال عجز عن الأجابة عنه . المهم ان الفيلمة يفبرك قصته هذه في مزيج من الأحداث السياسية اليومية بالأخرى المفترضة ولايخلو الفيلم من كليشيهات النمط الأمريكي في الأداء ويستفيد الفيلم في كل الأحوال استفادة كبرى من الأحداث اليومية والوقائع السياسية المعلومة لدى الجميع اليوم . اما الفيلم البلجيكي (فولرز شوفو) للمخرج ميشيل والد فيقدم لنا تجربة جديدة لهذا المخرج البلجيكي المتجدد اذ سبق له ان نال احدى جوائز مهرجان كان للعام 2004 ومعروف بتخصصه وتميزه في مجال الفليم القصير . تقع احداث فيلمه هذا في مكان ما من غرب اوربا في سنة 1856 حيث يذهب شقيقان هما يعقوب وفلاديمير للقتال في صفوف القوزاق ويتلقون التدريب في البداية وفي الوقت ذاته يكون شقيقان اخران قد قدما لتفس الغاية من مدينة نائية اخرى . يقدم الفيلم خلاصات نفسية واجتماعية مكثفة لحالات هؤلاء الأشتقاء الذين تلتقي غاياتهم واهدافهم وتتقاطع في آن واحد وبشكل ملفت في هذا الفيلم . ويقدم الفيلم الهنغاري (رحلة اسكا ) للمخرج كسابا بولوك قصة الفتاة اسكا ذات الأثني عشر ربيعا التي تعيش حياة اسرية مضطربة في وسط والدين مدمنين على الكحول وشقيقة مريضة مرضا مزمنا فتجد هذه الفتاة اليافعة نفسها مسؤولة عن ايجاد مورد من اجل العيش اذ تعمل على جمع قطع المعدن من هنا وهناك لغرض بيعها والأستفادة من ثمنها لكن دارا للعجزة تجد ان من واجبها مد يد العون لهذه الأسرة المحطمة فتتولى شأن معيشة الطفلتين . لكن ميزة اسكا انها تقرأ المكان وتعيشه بشكل مختلف اذ انها وهي وسط دوامتها هذه تريد ان تعود الى اماكن عدة تعيد لها جزءا جميلا من ذاكرتها وافكارها في اداء عفوي قدم للجمهور ممثلة متمكنة من اداء دورها في هذا الفيلم . ومن فرنسا جاء الفيلم (نلتقي مرة اخرى )للمخرج ديفيد اوليهوفين ليقدم قصة اجتماعية مؤثرة تتحدث عن افتراق اب عن ابنه لسنوات عدة وفجأة يعود الأب دون سابق موعد وعندما يعود يحاول جاهدا ابعاد جميع الذكريات السيئة الماضية عن ذهنه .وعودة الأب بالنسبة للأبن تحمل في هذه الأثناء كثيرا من المشاعر المتناقضة والغريبة حيث يختلط فيها ماهو وجداني وعاطفي بماهو واقعي معاش من جهة سعي الأب الى ايجاد سبيل نحو حياة اخرى جديدة من خلال عمل ما يمكن ان يجمع الأثنين جنبا الى جنب ويوحد مشاعرهما نحو بعضهما البعض الآخر . لقد سعى المخرج اوليهوفين في فيلمه الدرامي الأول الطويل الى ايجاد موازنة ما بين البعد السيكولوجي العميق للشخصيات وبين استخدامه التقنيات الحديثة وهو مامكنه من تقديم فيلم واقعي متماسك جدير بالمشاهدة على بساطته لكنه اعطى مشاهديه بعدا انسانيا موازيا . ومن اسبانيا جاء المخرج جامي روساليس بفيلمه (لاسوليداد ) وهو فيلم يتابع حياة سيدتين من خلال قصتين متوازيتين لعالمين يبدوان مختلفين في الشكل لكنهما يلتقيان في الفكرة الأنسانية العميقة وربما كانت ميزة هذا الفيلم هو الأستخدام المتقن للتقنيات الفيلمية التي جعلت من فيلمه محط اعجاب مشاهديه حتى انه يقترب في معالجته من نوع السينما التجريبية فمثلا غالبا ماكان المخرج يعمد الى تقسيم الشاشة الى قسمين ليروي الحدثين المنفصلين لشخصيتين تعيش كل منه عالمها الخاص . وبعد هذا العرض المكثف لأهم الأفلام المشاركة نأتي الى نتائج المهرجان وجوائزه . حيث ذهبت جائزة احسن فيلم الى رومانيا من خلال فيلم (كاليفورنيا :حلم غير منته) للمخرج كرستيان نيميسكو وتبلغ قيمة الجائزة النقدية عشرة الاف يورو منحتها ادراة مدينة بروكسل للفيلم الفائز . اما جائزة احسن تمثيل فقد فازت بها الممثلتان ماريا فارغا و ماريان اوراش وكلاهما من هنغاريا وذلك عن فيلم (رحلة اسكا ) للمخرج كسابا بولوك . وفاز الفيلم الروماني الذي سبق وفاز بجائزة احسن فيلم بجائزة اخرى وهي جائزة الجمهور ايضا وهي ظاهرة ملفتة للنظر بالنسبة للتجربة السينمائية للدول الخارجة من عتمة المراحل السابقة كحكم تشاوتشيسكو.. وحصل الفيلم البريطاني (موت الرئيس) للمخرج كابرييل رينج على جائزة احسن فيلم التي تخصصها مؤسسة الأذاعة والتلفزيون في بلجيكا والمعروفة ب (ار تي بي ).. وعاد الفيلم الروماني آنف الذكر الى منصة الجوائز ليقطف جائزة ثالثة هي جائزة احسن فيلم التي تسندها محطة التلفزة الثقافية البلجيكية الشهيرة (CANVAS). ومنحت محطة التلفزة البلجيكية بي تي في جائزتها لأحسن فيلم للفيلم البريطاني سالف الذكر ليحصد جائزتين من جوائز المهرجان . ..................


مشاهد ...اماكن ...وتيارات

مشهد الناقد السينمائي بصفته شارحا للصورة

تبدو مهمة (الشارح للصورة) هي أولى مهمات الناقد الذي اعتاد ، وعوّد معه قرّائه على هذه المهمة ، أو هذه الوظيفة.
والشارح للصورة هو هذا المعلق المحايد ، أو غير المحايد الذي يساعد على الدفع بالصورة إلى حيز التداول..

الصورة قبل مهمة الشارح هي كينونة مستقلة.. انتهت صلتها بصانعها ، أو صانعيها... ليس غير قائمة الأسماء التي ترافق افتتاح الصورة أو اختتامها، المقصود أسماء المشاركين في صناعة / إنتاج الصورة.. وما بين الافتتاح- الختام ثمة كينونة متدفقة قوامها الصور/ الأصوات/ الحركة..
الصوري/ الصوتي/ الحركي هو المكون الثلاثـي الذي يرتكز عليه (شارح الصورة)..
فضالته الأولى هي ما يرى ثم ما يسمع .. وخلال ذلك يجري توظيف الحركة.. إنها البنية السيميائية الافتراضية من العلامات التي تستند إليها المكونات الثلاثة.
ولعل وظيفــــة الشارح هنا هي الوظيفة المؤجلة، إنها وظيفة بعد صورية أي انها وظيفة متولدة من انتهاء العرض وانتهاء عملية التلقي.
شارح الصورة واقعيا ليس معنيا كثيرا بوظيفة التلقي ولا العمليات التلقائية أو غير التلقائية المواكبة للعرض المرئي.
إنه من أجل المضي في وظيفة الشارح يتحاشى المقتربات التي يرى أنها (تعقد) وظيفـــــــته ، أو تضيف إليها بعداً نظريا وذهنيا.

الوظيفة المؤجلة لشارح الصورة
إن الوظيفة المؤجلة لشارح الصورة هنا ينظر إليها أحيانا على أنها وظيفة تابعة وبعدية كما قلنا.. فهي ليست وظيفة صانعة ، وعلى هذا تم نقل وظيفة الناقد إلى مهمة (مؤقتة) ، وليست ملزمة لكينونة الفيلم.
ولكي يؤسس الناقد لنفسه موقعا في العملية فإنه يلجأ إلى أيسر وأقصر الطرق وأقلها خسارة في مهمتــه ، وأكثر قبولا لدى جمهور فن الفيلم من جهة ، ولدى من ينتج الخطاب الفيلمي.. إنها مهمة من يمضي مع الفيلم في كونـه متنا حكائيا.. أو قصصيا يستوجــب الأمر أن توضح ملابساته وتركيبه.
لكن هذا المقترب إلى (المتن الحكائي) وإلى (البناء القصصي) يبدو ظاهريا مفصولا فصلا قسريا عن نظرية السرد ، وطرائق وأساليب السرد، وهي نظرية وطرائق متكاملة وتخصصية فيمـــا يجري التعامل معها من أجل خدمة وظيفة الناقد كشارح للصورة.
شارح الصورة.. إن كان ناقدا في هذا النقاش فانه قد أصبح في أمسِّ الحاجة إلى أدواته.. التي تؤهله وتساعده للمضي في وظيفته.
وعلى هذا.. كان لزاما عليه أن يحلل ثم يفكك البنية الفيلمية..
ولأنها مهمة مركبة ومتداخلة يلجا شارح الصورة إلى طريقة انتقائية تامة.. إذ ينتقي من بنية الفيلم أو ما عُرف بـ(اللغة السينمائية) ما يساعده للمضي في وظيفته.. لأن التوقف عند البنية وكينونة اللغة سيغرق شارح الصورة في وظيفة مزدوجة، وربما ذات منحى نظري/ تنظيري قد لا يساعد في الوصول إلى الهدف..

وما بين وظيفة شارح الصورة الانتقائي ، وبين وظيفـة الناقــد ثمة كينونة فيلمية.. هي ما أسميه بـ (البنية العميقة للخطاب الفيلمي)..
هذا التركيب الاصطلاحي.. أجده اقرب إلى ما أنا ماض فيه في عرض مقاربات نقدية وإعادة نظر ، وقراءة لوظيفة النقد السينمائي ، وقبل ذلك لوظيفة الناقد السينمائي.
البنية العميقة للخطاب الفيلمي كنت قد طرحتها تمهيديا في كتابي: (الخطاب السينمائي من الكلمة إلى الصورة)..

وكانـت ذات امتداد سردي مرتبط بوظائف الكاتب والمخرج.. أي بين النص والخطاب المكتوب ، والنص والخطاب المرئي.

ما بين ثنائية المكتوب/ المرئي سيولد مفصل آخر يشكل معضلة أمام (شارح الصورة).. فهو غير مهيأ للانتقال من البنية العميقـة للخطاب الفيلمي إلى ثنائية المكتوب والمرئي.. البنية والثنائية تشكلان معضلة حقيقية أمام شارح الصورة المكتفي بوظيفته التابعة وربما.. الهامشية

......................................................................................................................................

Documentaries

الفيلم الوثائقي"ملاكي " للمخرج اللبناني خليل زعرور

...................................................................................................................

تراجيديا مفقودي الحرب ، المكان ، الشخصيات المعالجة ، والشكل المبتكر

اناس لانعرفهم ولم نرهم من قبل ، ولاندري ان كنا سنلتقيهم ام لا ، ولسنا على موعد للقائهم الا ان تجتذبنا الشاشة البيضاء لكي تنسج امامنا قصصا من حياتهم واهوائهم وتعرفنا : من هم وكيف يفكرون ولم يعانون ؟ هم اولئك الذين يسيرون مع سيرورة هذه الحياة ، هم جزء حي منها بكل مافيها ، وعلى هذا اتخذت السينما الوثائقية لنفسها عينا راصدة تواكب تلك الحياة غير المرئية ، تعيد اكتشافها ، استخراجها من زمانها ومكانها حياة يصر الوثائقيون المخضرمون على انها لايجب ابدا ان تخضع الى التعديل والتغيير والتجميل ، قبح الحياة وتبعثرها وتشتتها في السينما الوثائقية هو نوع من جمالياتها ، اية معادلة غريبة هذه ، لكنها معادلة تختصر سؤالنا : هل على الفيلم الوثائقي ان يجري تغييرا وتعديلا على الواقع ام يقبله كما هو ؟ لاشك انه سجال جديد قديم تراكم مع تراكم المنجز الوثائقي حتى ظل هذا الفيلم غير جدير بالشهرة ولا بالأهمية احيانا وصالات ودول معدودة تلك التي تعرض الفيلم الوثائقي ضمن برامج عروضها ، وحتى شاشات التلفزة الفضائية فأن السواد الأعظم منها غير مكترث بالسينما الوثائقية ولا يدرج في برامجه شيئا من انجازها ، وبموازاة ذلك تبرز مسألة الموضوعات التي تطرحها السينما الوثائقية في كونها اقرب الى الريبورتاج الصحافي منها الى النوع السينمائي المستقل الذي تظهر من خلاله مهارة المبدع كما هي في هذا الفيلم الذي اعده شخصيا احد اهم الأفلام التي شاهدتها في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي مع انه لم ينل جائزة ولم يكتب عنه الكثير .

ملخص موضوع الفيلم

ربما يكون استثناءا ان نتوقف عند الموضوع وهو في شكل تسلسل في الفكرة والمضمون كما في التتابع الصوري ، كما هي الحال في هذا الفيلم ، يعرض الفيلم لخمسة او ستة نماذج ، هي قصص سيدات لبنانيات فقدن اعزائهن في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت شرارتها العام 1975 ، ولكل واحدة منهن عالمها المرتبط بذلك العزيز المفقود ، فهذه فقدت والدها وهي طفلة وتلك فقدت زوجها اما البقية فقد فقدن ابناءهن .

تعيش كل امرأة منهن تفاصيل الفقدان وتسترجعه على طريقتها الخاصة التي امعن فيها المخرج واعاد صياغتها على طريقته التي بدت اقرب الى الحكايات الوثائقية المحاطة بشكل فني وجمالي ربما جاء مختلفا .وخلال ذلك تبقى اصوات الفجيعة صاخبة وصارخة فالضحايا تعيش قصصهم في وجدان الناس على اختلافهم وكل منهم يعبر عن ذلك الفقدان بطريقته الخاصة التي تحمل كثيرا من الأسى والشجن .

مقتربات اساسية في الفكرة والمعالجة والبناء

لعل هذا الفيلم يحمل تفردا خاصا في لغتته السينمائية حتى اني اعده احد افضل الأفلام الوثائقية التي عرضت في مهرجان دبي في هذه الدورة , نحت خليل زعرور هذه القصص ومامرتبط بها من وقائع نحتا ، كنا نعيش قلق الشخصيات واحزانها ودبيبها الصامت وهي ترمق المكان وتغادر بعيدا مع الذكريات التي خلفها المفقودون ولعل العلامة الفارقة هنا هي السرد الفيلمي الذي وان كان الفيلم وثائقيا الا ان المعالجة حتمت علينا ان نتابع ماترويه السيدات من قصصهن . وفي واقع الأمر اننا لم نجد انفسنا امام قصة معروفة ومألوفة وسبق وسمعناها ، بل نحن امام موضوع وقضية غير مطلوب منا ان نتعاطف مع اسر الضحايا الا اننا لابد ان نهتز وجدانيا ازاء مايجري امامنا .

وبالرغم من ان السيدات لم يفعلن غير استرجاع الماضي والذكريات والحنين للأعزاء وترقب عودتهم والأمل في ذلك الا اننا كنا امام دراما تتجذر في قرارة الشخصيات وتتسرب الينا ولهذا لم نكن نملك الا ان نتابع فصول تلك القصص المتنوعة الثرة :

الفتاة التي تسترجع ذكرى والدها من خلال بدلته وساعته وهي واقفة في غرفة خربة

الأم التي تسترجع صورة ابناءها وهي جالسة على كرسي قريب من البحر

السيدة التي تسترجع صورة زوجها وهي جالسة وسط الصقيع والثلج

الأم التي يختصر وجود ابنائها وعودتهم بالحياة الأجتماعية اليومية ، ان تطبخ لهم وترعاهم

الزوجة التي تسترجع ايام الحفلات العائلية

تراجيديا المكان الوثائقي

يمتلك المخرج عير هذا الفيلم تفردا خاصا مهما تمثل في توظيف المكان توظيفا متقنا وفريدا ، المكان عنده حي وناطق ، ويكمل الشخصية ويتناغم معها ويردد صدى كلماتها واحاسيسها ، وهو امر نفتقده في كثير من الأفلام سواء منها الوثائقية وحتى الروائية ، المكان يبدو واضحا انه مكان مصنوع وواضح ان المخرج يأتي بشخصياته الى الأماكن التي يختارها هو ومنها مثلا محطة وعربات القطار القديمة المحطمة ، البيت الخرب الذي تستذكر فيه المرأة اباها ، وغيرذلك لكن المخرج لايكتفي بذلك بل يمضي قدما في استثمار المكان فهو يحاول ان يمنحه بعدا آخر ربما كان شعريا وحتى سرياليا في بعض الأحيان وهو في سياق صنعه للمكان من خلال تفصيلات محددة وتوظيف للأكسسوارات فمثلا يأتي بخزانة ملابس فديمة ليس فيها سوى علاقة الملابس تحركها الريح او يأتي بساعة ضخمة معطلة ويضعها في فضاء مفتوح وهكذا بينما يستخدم لازمة الشجرة واغصانها المتيبسة وهي لازمة تتكرر في الفيلم مصحوبة بحركة كاميرا (ترافيلنغ) تنزل مستعرضة المكان ، وحيث لعبت حركات الكاميرا دورا جماليا مهما اضافيا .

..................................................................................................................


الفيلم"الوثائقي احلام الزبالين" للمخرجة مي اسكندر

صورة كفاح مذهل واصرار على الحياة

يوميات مجتمع منسي وسط اكوام من القمامة

لم اكن شخصيا سعيدا بعرض هذا الفيلم للوهلة الأولى وخاصة خلال العشرين دقيقة الأولى بسبب انه يعرض كل هذا البؤس الذي يعيشه معدمون فقراء في المقطم واجزاء اخرى من ضواحي القاهرة وهم في وسط كارثة بيئية لاانسانية في وسط اكوام القمامة ،وهو مشهد ينكرر في مدن وحواظر عربية اخرى كما نعلم ، لم اكن سعيدا لشعوري ان المشاركة المصرية كان يمكن ان تقدم افضل من هذا الفيلم لما فيه من حساسية اظهار واقع مزري ومأساوي من جراء الفقر المدقع الذي تعيشه شريحة من الشعب المصري ، الا ان ماتلا ذلك غير كثيرا من قلقي الشخصي ، فالفيلم قدم وجها آخر من اوجه الأرادة الأنسانية ، ارادة هذا الأنسان الصابر المكافح الذي حتى وهو في يعيش تحت اكثر ظروف العيش قسوة فأنه قادر على ان يحيا ويتشبث بالحياة ويصنع من ذلك الحطام شيئا ما ، شباب لم تقتل ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها املهم في الحياة وحبهم للآخرين وانفتاحهم والبسمة التي لاتفارق وجوههم ، نعم هم شباب وجدوا انفسهم في واقع لم يصنعوه بأرادتهم بل ورثوه عن ابائهم وعائلاتهم التي اتخذت من جمع القمامة مهنة لها ، هم افراد مجتمع كامل يعد بعشرات الألوف من الذين يمتهنون هذه المهنة ولايجدون مهنة او لايعرفون مهنة سواها ...هم الشريحة التي تعيش على الهامش ، طموحاتها بسيطة وتعيش وهي بالكاد تواصل العيش وسط اكوام لاحدود لها من القمامة ...هو عالم بالكاد تجد فيه مساحة للحياة الطبيعية النظيفة ، كأنك تعيش مع الشخصيات ولاتكاد تلتقط انفاسك بحثا عن الهواء النقي والملبس النظيف والطعام والماء غير الملوث ...لاتملك الا ان تتعاطف مع التمسك بالصبر وروح الكفاح وقوة الشخصية التي صنعتها قسوة الحياة .

يوميات

يقدم الفيلم بضعة شخصيات بمثابة عينة من تلك الآلاف المؤلفة من العاملين في جمع القمامة ( ادهم ) ، (نبيل ) ، (ليلى) واصدقائهم وعائلاتهم الطيبة البسيطة ، هم قد انتظموا في جمعية تنظمشؤونهم فيما تؤدي ليلى دورا رائعا بل هي محور هام في الفيلم فهي التي تغذي في المجموعة روح الصبر والأستمرار بل انها تعلن منذ البداية انها فتحت عينيها في هذه الدنيا وهي تعيش في هذه البيئة في مجتمع الزبالين وهي لا ولن تخرج منه ولا تريد ذلك وتقول ايضا انها تعد نفسها كمثل السمكة اذا اخرجت من الماء فلن تستطيع العيش ، تقوم ليلى بدور محوري في توعية اولئك الشباب من الزبالين وعائلاتهم ، توعية صحية واجتماعية ، وهي توفر لهم (الطعوم ) المضادة للجروح والألتهابات المصاحبة للعمل في القمامة ومايترتب عليها من اخطار جمة ، تتنقل ليلى بين احبائها واصدقائها الذين يشكلون مجتمع الزبالين وبين تربية ورعاية طفلها وغالبا ماتظهر حسنة الهندام ، انيقة المظهر وكأنها تعيش في زمان غير الزمان ومكان غير المكان ...وهي تجمع شمل هؤلاء الشباب في جمعية فيلتقون جميعا ويناقشون اوضاعهم ومستقبلهم وكل مايخصهم ثم يتطور الأمر الى بدء هذا المركز البسيط توفير دروس القراءة والكتابة للزبالين وتعليم الكومبيوتر ثم بدء مرحلة جديدة هي التعامل بشكل واعي مع الموضوع من وجهة نظر بيئية .

ننتقل بعدها الى اولئك الشباب الثلاثة (نبيل وادهم ) ولكل منهم قصة ، لكن قصصهم تلتقي في المستقبل : ان يتعلموا ، ان يتطوروا ، ان يكون لهم مستقبل ما ، ان تكون لكل منهم الزوجة والحبيبة التي يحلم بها ، هم يعيشون احلامهم وهم يعومون في ذلك العالم القاتم المريع الذي يحفهم ولكنه لايوقف الأمل في داخلهم ، بالطبع قسم كبير من المجموعة هم من الأقباط ولهذا نشاهدهم وهم يؤمون الكنيسة لأداء الصلوات وحضور القداس ، ومع ذلك لايستطيع ادهم ان يترك مهنته كزبال بل يقوم بجمع الأوراق والنفايات من حول الكنيسة وهو يقول ان الناس ممكن تسخر مني الا انني سعيد بأداء هذا العمل في خدمة الكنيسة وتنظيف المكان .

ننتقل بعدها الى جهد شاق آخر يقوم به اولئك الزبالون المكافحون الا او هو القيام بفرز النفايات بحسب انواعها : الورق ، علب البلاستيك ، علب الشامبو والعصير والأجسام والنفايات المعدنية ثم يقومون بحمل تلك الأكوام الهائلة مجددا الى معامل فيها مكائن بدائية تقوم بفرم النفايات ثم لتجمع في اكياس كبيرة من البلاستك لتباع الى المعامل المتخصصة بالبلاستيك او الورق .

............................................................................................

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

الناقد

Advertisement

*
Powered by Blogger.
**
مرحبا بكم في "ابعاد" في حلتها الجديدة ..السنة الخامسة .. مدونة د.طاهر علوان...وثائقيات ..."نانوك ابن الشمال " عبقرية فلاهيرتي ..هيرزوج الذي يحلم ماشيا .وثائقيات .فيلم العراق في شظايا ..وثائقيات .فيلم دموع غزة .وثائقيات .فيلم احلام الزبالين .وثائقيات .فيلم ملاكي...مشاهد واماكن وتيارات : حوار مع مايكل هانيكة ..جدل الرواية والفيلم في "الحب في زمن الكوليرا " وفيلم / رواية الرحلة الأخيرة ..الفانتازيا السينمائية ..احلام رولان بارت ...ليلة المشاعر والقلوب المحطمة :سينما المودافار..من رجل الخفاش الى ملك الخاتم غرائبية لاتنتهي ..بنية الفيلم القصير ..قوة الوثيقة السينمائية ..تجربة المخرج الأيطالي انطونيوني ..شاعر السينما بيرجمان ..شعرية السرد السينمائي ..فيلم افاتر ..فيلم نبي ..فيلم ملح هذا البحر ...تجربة المخرج طارق صالح ..والعديد من الموضوعات الأخرى

وثائقيات ........................Documentaries

سينما وثائقية ....Documentary Film
........................
contact
warshacinema@gmail.com

نانوك ابن الشمال ...عبقرية فلاهيرتي

ربما كان دافع الأنسان في الأكتشاف ،دافع رسم افقا لأنسان اللحظة المحاصر بكل مايحيط به ، اعادة قراءة للواقع ..البحث في ماهو لامرئي وبعيد عن الأدراك المعتاد واليومي ..هكذا بأمكان الذاكرة ان تتشظى والحواسان تحلق في فضاء لاتحده حدود ..وكذلك سمع وبصر وحواس مبدع غير معني بالسينما ابدا بل بلذة الأكتشاف وليس غير الفيلم اداة فاعلة لتحقيق مثل هذا الأكتشاف ..هذه هي خلاصة روبرت فلاهرتي(1881-1951) ، الأب الروحي والرائد بلا منازع للسينما الوثائقية ، يعيش طويلا مع اقوام لايجدون لذة فيالحياة من دونما صراع يومي من اجل القوت والبقاء ..ويكافح فلاهيرتي معهم طويلا ثم يحمل كاميرته الى القطب حيث يكتشف ذلك الكائن الوديع المكافح (نانوك) وهنالك بالضبط ترعرعت سينما وثائقية خلاقة مازالت تعلم الأجيال ...نانوك ، عبر ثلاثية مطولة ربما كانت عزفا على رومانسية وثائقية مثقلة بالشقاء ايضا ، بسبب قسوة المكان وشظف العيش حيث يقضي نانوك جوعا فيما بعد ، فلاهيرتي يؤسسس لوعي عميق بالزمان والمكان والشخصيات ، لم يلبث بعد هذا الفيلم الذي اكمله في حوالي العام 1923 لينتقل الى اماكن جزر تشهد كفاح الأنسان ايضا في الساحل الغربي لأيرلندا حيث حقق فلاهرتي رائعته الخالدة (رجل من اران)..

Nanook of the north

هيرزوج الذي يحلم ماشيا

ربما هي خلاصة تعبر عن احد اهم اعمدة السينما الألمانية ،هيرزوج (1942) ، الأنسان الحاص ، والسينمائي الشامل ، الساخط على عالم اكثر تعاسة وتشتتا وغرابة ، ولهذا فهو ماض في الغوص في الخبايا الشاسعة ...يمضي بلا كلل ..يقطع الاف الكيومترات مشيا ، هذا هو ، غير مكترث لأي شيء سوى ان يرى ويرصد ويعيش اللحظة المأزومة والزمن المثقل بالتحولات والمصاعب ، هو غير مكترث بأي شيء سوى ان يرى وان يكون عينا راصدة عبر الفيلم الوثائقي اكثر وعيا وحرفية وبمستوى مايريد ويحلم ..هو احد ركائز السينما الألمانية الجديدة واحد المع رمزها ومبدعيها ...في فيلمه ( الأزرق الوحشي هناك-2006) ثم انسان مأزوم تحاصره الطبيعة ويجوس هو في ظلماتها وقسوتها ليطلق نشيدا انسانيا مؤثرا ، اخرج وكتب السيناريو لأكثر من 40 فيلما وحتى آخر افلامهالوثائقية (كهف الأحلام غير المنسية 2010) ليس كافيا بالنسبة بهيزوج ان تكون حيا والحياة نابضة من حولك ، بل ان تقلب الصورة ايا كانت وتبحث عن وجه الحقيقة غير المرئي ، عن الألم والقسوة والجدل بين الأنسان والكون والطبيعة ...ذلك هو عالم هيزوج الشاسع الفريد الذي لايكترث الا بأن يكون ..وان يعني شيئا

Werner Hrzog

العراق في شظايا

هي بحق التجربة الواقعية الصادقة ، السينما الوثائقية تحفر عميقا في هذه التجربة وتقدم واقعا متشظيا ، واقع هو صورة عراق يدرك شخوصه انهم يتشظون حسيا ويتشظى كل شيء من حولهم في اشد الأزمنة عصفا ابان الأحتلال ومايشبه حربا كونية صبتت فيه الأمبراطورية حممها على الرؤوس بلا رحمة ..يحرص المخرج الشاب جيمس لونجلي على المراقبة الواعية لحياة الشخصيات اليومية ..فعلها من قبل في رائعته (قطاع غزة)-2002 ، اذ يثب الى اكثر الأماكن تعقيدا وسخونة ووسط صخب مايجري يترك كاميرته ان تعيش حياة الناس بصبر واناة ...هو كمن يدرب شخصياته او يدفعها ان تقول وتفعل ماتشعر به فعليا وتنسى تلك العين الثاقبة الراصدة ..في هذا الفيلم (انتاج 2006) هنالك فتى في احدى ورشات السيارات لاتملك الا ان تتفاعل معه وهو يردد حواره اليومي المكرر مع (الأسطة او مالك الورشة ) ثم ندرك ان ذلك العالم البعيد في تلك الورشة الصغيرة المنسية انما يقع في عين العاصفة حيث مراكز القوى والصراع السياسي والأحزاب والخطابات ودبابات ومجنزرات الأمبراطورية ...المخرج هنا معني بذلك العالم غير المرئي في قلب العراق ، بغداد صعودا الى قوميات واعراق واقليات ...انها دراما كامنة في حياة الشخصيات وتحولاتها ..وهي تتشظى وتلتحم ثم تتشظى من جديد ...

Iraq in fragements

دموع غزة

هناك حيث لايسمع انين وصرخات الضحايا احد ...الرصاص المصبوب مثل رقصة الطيور الذبيحة حيث تختض الأرض وتصب آلة القتل حممها على الناس ...تمعن المخرجة النرويجية (فيبيك لوكيبرج- مواليد 1945) في العيش مع الحدث وتقديم الدراما الهائلة للفتك بكل شيء حيث تحصد الآلة الحربية الأسرائيلية كل شيء ، آلة قتل عميااء تتنقل من بيت لبيت ومن شارع الى شارع لاتستثني احدا كائنا حيا او جماد، كل هؤلاء اعداء اسرائيل ولهذا تجرب فيهم آلته الحربية وكأنها في مواجهة جيوش جرارة : في مشهد القتل الكل يبحث عن الكل ، الأمهات عن الأبناء والأطفال عن امهاتهم ، هي مثل لعبة قمار عبثية تمارسها آلة القتل فحيثما تتوقف عجلة الروليت الحربية فأنها تقصف وتقتل وتقطع البشر وتحطم البيوت على رؤوس ساكنيها .تستخدم المخرجة وسائلها التعبيرية لتحتشد في نسق صوري – صوتي تعبيري متدفق بتدفق الكارثة وتعدد فصولها ..فالموت الحتمي تدركه المخرجة وهي تلج بكاميرتها في وسط الهيب والفجيعة ، العالم الصامت المتفرج كأنه يكتب كلمة ادانته من خلال اللاادانة المباشرة ولكن كلش شيء يدين مايجري من نزال بربري وهمجي يبد العزل وينتصر للخرافات والأوهام ..مابين هذا كله تبرز هذه المخرجة التي عاشت مع السينما الوثائقية منذ حوالي اربعين عاما وماتزال وبالرغم من قلة عدد افلامها (سبعة افلام منذ العام 1967 حتى الآن) ..الا ان فيلم دموع غزة يعد بحق قمة ماقدمته ومايحق لها ان تفتخر به ..

Gaza Tears

Malaki : khalel zaarourملاكي ..لخليل زعرور

فيلم احلام الزبالين للمخرجة مي اسكندر

اقرأ في ارشيف المدونة ايضا:

اغنيتي المفضلة من اديث بياف

Followers

About Us

Film Dimensions
Film Dimensions
View my complete profile

TEST SIDEBAR 3

Labels